کد مطلب:335822 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:117

لماذا أقحموا ابن سبأ فی الفتنة و أحادیث رسول الله صریحة فی کشف الحقیقة
أنترك أیها القارئ النبیه أحادیث رسول الله صلی الله علیه وآله الصریحة فی وقوع الفتنة من

بعده ونتبع الشائعات والأكاذیب!! إن الدكتور أحمد صبحی أصاب فی تحلیله عندما قال: (إن تاریخ الإسلام ابتلی بابتلاءات شارك فیها كبار الصحابة وذكر منهم طلحة والزبیر وعائشة زوجة النبی ولكن من الصعوبة إلقاء الوزر والإثم علی هؤلاء) فاخترعوا قضیة ابن سبأ هذا البعبع لیحمل الوزر والإثم عنهم. وأضیف إلی كلام الدكتور كونه لم یتطرق للأحادیث النبویة الصریحة التی فضحت أكذوبة ابن سبأ. فأذكر منها: 1 - عن موفق بن أحمد الخوارزمی عن زادان عن علی (رضی الله عنه)



[ صفحه 275]



قال: (تفترق هذه الأمة علی ثلاث وسبعین فرقة، اثنتان وسبعون فی النار وواحدة فی الجنة، وهی الذین قال الله تعالی فی حقهم، (وممن خلقنا أمة یهدون بالحق وبه یعدلون). وهم أنا ومحبی وأتباعی) [1] .

وعن جعفر الصادق عن آبائه عن علی (رضی الله عنهم) قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله: یا علی مثلك فی أمتی مثل عیسی ابن مریم، افترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواریون، وفرقة عادوه وهم الیهود، وفرقة غلو فیه فخرجوا عن دین الله وهم النصاری. وإن أمتی ستفترق فیك ثلاث فرق: فرقة اتبعوك وأحبوك وهم المؤمنون، وفرقة عادوك وهم الناكثون والمارقون والفاسقون، وفرقة غلو فیك وهم الضالون. یا علی أنت وأتباعك فی الجنة، وعدوك والغالی فیك فی النار) [2] .

فی هذا الحدیث ركز الرسول صلی الله علیه وآله علی الفرقة التی عادت علیا علیه السلام وفعلا حصل ذلك. الناكثون: طلحة والزبیر وعائشة زوجة النبی صلی الله علیه وآله المارقون: الخوارج الذین خرجوا علی الإمام. الفاسقون: وفی أحادیث أخری القاسطون: وهم معاویة وأزلامه. وفی حدیث آخر: رواه الحافظ النسائی بالإسناد الصحیح فی الخصائص عن علی (رضی الله عنه) أنه قال: (أمرت بقتال الناكثین والقاسطین والمارقین).



[ صفحه 276]



وفی حدیث آخر: نقل الحافظ ابن حجر العسقلانی عن الإمام. أبی القاسم الرافعی محرر مذهب الإمام الشافعی ما نصه: (وثبت أن أهل الجمل وصفین والنهروان بغاة) [3] .

قال الحافظ عقب قول الرافعی: (هو كما قال، ویدل علیه (أمرت بقتال الناكثین والقاسطین والمارقین) [4] .

ما قاله أحد علماء السنة المعاصرین الشیخ عبد الله الهرری: (ولا یظن ظان أن قول بعض المحدثین فی كتب الاصطلاح) (الصحابة كلهم عدول) معناه أن كلا منهم سالم من الكبیرة، وهذا بعید من الصواب لأن منهم من سمع رسول الله صلی الله علیه وآله وهو یقول: (لا ترجعوا بعدی كفارا یضرب بعضكم رقاب بعض) [5] .

وحدیث آخر: ماذا قال رسول الله صلی الله علیه وآله للزبیر قبل أن یقاتل علیا علیه السلام (إنك لتقاتلنه وأنت ظالم له) (حدیث رواه الحاكم فی المستدرك). وقال الإمام عبد القاهر التمیمی فی كتابه الإمامة: أجمع علماء الحجاز والعراق من فریقی الحدیث والرأی منهم مالك والشافعی وأبو حنیفة والأوزاعی والجمهور الأعظم من المتكلمین والمسلمین أن علیا (كرم الله وجهه) مصیب فی قتاله لأهل صفین، كما هو مصیب فی أهل



[ صفحه 277]



الجمل، وأن الذین قاتلوه بغاة ظالمون لكن لا یكفرون ببغیهم). عزیزی القارئ بعد عرض هذه الأحادیث التی أجمعت علیها الأمة الإسلامیة من الفریقین، السنی والشیعی علی إدانة طلحة والزبیر وعائشة علی أنهم هم الناكثون وإجماع العلماء علی أنهم بغاة ظالمون وأن الإمام علیا كان علی حق فی قتالهم بتصریحات وأقوال النبی صلی الله علیه وآله ما دام رسول الله صلی الله علیه وآله صرح بأنهم بغاة. ما هو دور ابن سبأ فی هذه القضیة وأین هو...؟! أنهرب من الأدلة القاطعة الصریحة ببغیهم ونلقی الوزر علی عاتق شخصیة وهمیة لا أصل لها. كل ذلك.. لنبرر ساحة طلحة والزبیر وعائشة زوجة النبی لماذا لا نواجه الواقع..؟ كفانا العیش فی التناقضات والتأویلات والتبریرات.. لنبرر قتل معاویة بن أبی سفیان لعمار بن یاسر (رض) ونبقی نعیش علی المقولة الخرافیة (سیدنا معاویة (رض) قتل سیدنا عمار (رض) فالقاتل والمقتول (رض) أتریدونا أن نعیش علی الخرافات والإشاعات والأساطیر.. أتریدونا أن نقول بأن معاویة اجتهد فأخطأ فأین وجه الاجتهاد الشرعی وصحیح البخاری صریح فی قوله: (یا عمار تقتلك الفئة الباغیة، یدعوهم إلی الجنة ویدعونه إلی النار). فالفئة الباغیة تتمثل فی معاویة ابن سفیان. فالفئة الباغیة تتمثل فی معاویة ابن سفیان. فعندما سمع معاویة بالحدیث وعمار قتل عنده قال لعمرو بن العاص یا عمرو عمار قتل عندنا ما هو المخرج ما هو الحل دبرنی؟



[ صفحه 278]



قال له: عمرو بن العاص.. نقول الذی بعث عمار هو الذی قتله.. یا للعجب من هذا الكذب علی الله ورسوله. وأما فی خصوص السیدة عائشة. فموقفها من الإمام أشهر من كفر إبلیس فهی التی قادت حرب الجمل وسفكت الدماء وجرت المسلمین إلی القتل والفناء من أجل بغضها لعلی مع أن النبی صلی الله علیه وآله قد حذرها وأخبرها بأنها ستحارب علیا وهی له ظالمة. فقال لها یوما فی محضر نسائه: لیت شعری أیتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب فتقول: ردونی. وضرب علی ظهرها وقال: إیاك أن تكونیها یا حمیراء. وفی مصادر كثیرة قال: یا حمیراء كأنی بك تنبحك كلاب الحوأب تقاتلین علیا وأنت له ظالمة [6] .

ومن هنا كان النبی صلی الله علیه وآله ینبه أصحابه إلی أنها أصل لكل فتنة فقد أخرج البخاری فی صحیحه [7] فی باب ما جاء فی بیوت أزواج النبی قال: قام النبی خطیبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال ههنا الفتنة (ثلاثا) من حیث یطلع قرن الشیطان. وفی لفظ صحیح مسلم [8] : خرج رسول الله صلی الله علیه وآله من بیت عائشة فقال:



[ صفحه 279]



رأس الكفر من ههنا من حیث یطلع قرن الشیطان. وكانت تحمل قمیص رسول الله وتقول: أیها الناس هذا قمیص رسول الله لم یبل وبلیت سنته، اقتلوا نعثلا فقد كفر) [9] كانت تسمی عثمان بنعثل لقب شخص یهودی وبعد كل هذا هل یتسنی لأحد أن یقول إن الفتنة أو الإشاعة السبأیة صحیحة وكما یقول المثل الشعبی (دود الخل منه وفیه). فلماذا؟ لا ندافع عن علی علیه السلام بأحقیته.. بحربهم. وأختم قولی: عندما استشهد الإمام علی علیه السلام فی المحراب سجدت السیدة عائشة شكرا [10] .

ومن أراد التوسع فی قضیة طلحة والزبیر وعائشة وحرب الجمل فلیراجع كتابی (حوار ومناقشة حول كتاب السیدة عائشة) فی الرد علی الدكتور البوطی.


[1] ينابيع المودة: للقندوزي الحنفي ج 1 ص 109.

[2] (ينابيع المودة) للقندوزي الحنفي: ج 1 - ص 109.

[3] أنظر التلخيص: 4 - 449، لابن حجر العسقلاني.

[4] رواه النسائي في الخصائص، والبزار، والطبراني، نقلا عن كتاب المقالات السنية للشيخ عبد الله الهرري شيخ الأحباش في بيروت.

[5] المقالات السنية: للشيخ الهرري: ص 208.

[6] الكامل لابن الأثير: 3 - 210، مصنف عبد الرزاق: 11 - 365، السيرة الحلبية 3 - 285، فتوح ابن أعثم: 2 - 287، شرح النهج: 6 - 217، العقد الفريد: 4 - 316، مستدرك الحاكم: 3 - 119، ترجمة الإمام: ص 224 في أنساب الأشراف تحقيق المحمودي.

[7] صحيح البخاري: باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلي الله عليه وآله: 4 - 64.

[8] صحيح مسلم: 8 - 181.

[9] تاريخ الطبري: 4 - 477، الكامل لابن الأثير، 3 - 87، فتوح ابن أعثم: 2 - 335، شرح ابن أبي الحديد: 2 - 77 نهاية ابن الأثير: 4 - 156.

[10] راجع مقاتل الطالبيين ص (55) سجودها شكرا لله عندما قتل علي عليه السلام.